انــــجــــــــــــــــــــــــــوى
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا ,, او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي,, سنتشرف بتسجيلك
شكرا

منتديات سفن ايجى
انــــجــــــــــــــــــــــــــوى
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا ,, او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي,, سنتشرف بتسجيلك
شكرا

منتديات سفن ايجى
انــــجــــــــــــــــــــــــــوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
انــــجــــــــــــــــــــــــــوى


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
Big Red Mouse Pointer

 

  أهل البيت وآل محمد «ص»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
المدير العام

المدير العام
admin


   أهل البيت وآل محمد «ص» Auaaac10
الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
عدد المساهمات : 312
العمر : 33
نقاط التميز : 55817
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 30/10/1990
مــوطــنــي : مصر
المزاج : حزين
عـمـلـي : جامعى
احترام قوانين المنتدى :
   أهل البيت وآل محمد «ص» Ytutyu66630 / 3030 / 30   أهل البيت وآل محمد «ص» Fghfgh


   أهل البيت وآل محمد «ص» Empty
مُساهمةموضوع: أهل البيت وآل محمد «ص»      أهل البيت وآل محمد «ص» Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 2:55 am



الحمد لله الذي من علينا بتوفيقه ، وأيدنا في تأليف هذه الرسالة بفضله ،
وقد جاءت محتوية على حقائق من تاريخ الإسلام ، وباحثه عن أحداث حدثت وبدع
ابتدعت في المسلمين ، معتمدة على اصول التاريخ والحديث وصحاحها ، ومستخرجة
من الكتب المؤلفة في القرون الاولى ، وها نحن نذكر مزايا ما يختص بهذا
الكتاب الشريف ، ليكون القاريء على بصيرة تامة .

1 ـ اعتمدنا في هذه الرسالة على الكتب المعتبرة من اهل السنة ، المؤلفة
خلال خمسة قرون من صدر الاسلام ، من كتب الأدب والحديث والتاريخ والصحاح
والسنن والسير والرجال والتفسير .

2 ـ وقد نقلنا عن الكتب المعتمدة المؤلفة المتأخرة ، عند الحاجة تأييدا
وتكميلا للبحث الوارد المنظور ، لا مستندا عليها .

3 ـ ذكرنا في آخر الكتاب فهرسا جامعا للقسمين من الكتب المنقول عنها مشيرا
الى خصوصيات الطبع والتجزئة .

4 ـ اعتمادنا في نقل الروايات على المشاهدة والقراءة في الاصول المستند
اليها ، من دون ان نتصرف فيها بشيء ، وأحيانا اسقطنا جملة أو جملات لا ربط
لها بموضوع البحث ، حذرا من الاطالة ، ووضعنا مكانها نقاط مترادفة .

5 ـ ذكرنا بعد نقل الروايات ما يستفاد منها على طريق الاجمال والاشارة ، من
دون قول بالرأى والنظر الشخصي ، أو كلام موهن ينشأ من الجهل والعصبية ،
وما نريد إلا


14

الهداية واصلاح أنفسنا ، والوقاية من الضلالة والغواية .

6 ـ اعرضنا عن نقل الأحاديث المكررة الواردة بأسناد مختلفة ، ولا سيما في
مسند أحمد ، طلبا للاختصار وتركا للمجادلة ، وإنما نروي الحديث بواحد من
طرقه .

7 ـ ابتدأنا في الكتاب بفتنة ـ وصية رسول الله (ص) ـ وهذه اول فتنة حدثت في
الاسلام ، واول احدوثه ظهرت في المسلمين ، شتتتشملهم وفرّقت جمعهم .

8
ـ قد ثبتت بصحاح الروايات المروية في الكتاب : أن الفتن المعنونة فيها بدع
وأحداث ظهرت في الإسلام ، وهذه البدع أوجبت انحراف المسلمين وميلهم عن
الحقائق وعن اهل بيت النبي الأطهار ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا . وقد قال رسول الله (ص) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي
أهل بيتي نسئل الله الباري عز اسمه التوفيق والسداد .









15








ألحمد لله الذي هدانا الى اتباع أوليائه ، والصلوة والسلام على أشرف رسله
وافضل انبيائه ، وعلي ابن عمه وخليفته والمعصومين من آله .

وبعد : فإن اكمل الأديان الالهية هو دين الاسلام الذي جاء به خير الأنام ،
عليه افضل التحية والسلام . وان اقرب الناس من الحق هم المسلمون ، الذين
يتبعون الرسول خاتم النبيين ، ويعلمون بما جاء به من عند رب العالمين .

« هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة » ـ الجمعة 3 ـ « كنتم
خير امة اخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله »
ـ آل عمران ـ 110 .

نعم كان المسلمون طول حياة رسول الله « ص » امة واحدة ، يعيشون تحت راية
الحق ، وفي ظل كتاب الله الحكيم ، يهتدون بهداه ، ويقتدون بنوره .

ثم بعد ارتحال رسول الله « ص » صاحب الدعوة افترقت الملة الاسلامية ،
وصاروا في ارتياب وحيرة ، صاروا بعد الهجرة أعرابا ، وبعد المولاة أحزابا ،
ما يتعلقون من الاسلام الا باسمه ، ولا يعرفون من القرآن لا رسمه ، وخلطوا
الحق بالباطل ، واضاعوا ما أوصاهم الرسول ، وضلوا عن سواء الطريق .

انهم ارتدوا عن عترة النبي الأكرم ، وهم اهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة
ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، وخزّان العلم ، ومعدن الحكمة ، وقد قال
رسول الله « ص » : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي . وقال
الله تعالى « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا » .


16


17




توصيت اهل البيت


كان رسول الله « ص » طول حياته يوصي المسلمين ويعرفهم باهل بيته ، ويقول
فيهم :

أذكركم الله في اهل بيتي .

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

اللهم هؤلاء آلي فصلّ على محمد وعلى آل محمد .

كل بني اثنى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا
أبوهم .

واهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب اهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون .

أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم .

أحبوا أهل بيتي بحبي .

إن اول من يدخل الجنة أنت وفاطمة والحسن والحسين .

أني وإياك وهذا النائم يعني عليا وهما الحسن والحسين لفي مكان واحد يوم
القيامة .

يا علي الناس من شجر شتى وانا وأنت من شجرة واحدة .

وكان مما أنعم الله على علي بن أبي طالب انه كان في حجر .


18

رسول الله « ص » قبل الاسلام .

وانه اول من اسلم .

إن اول من يشري نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب .

أمر بسد الابواب إلا باب علي .

انه كان صاحب لواء رسول الله « ص » يوم بدر وفي كل مشهد .

اللهم لا تُمتني حتى تُريني عليا .

لا تشكوا عليا فإنه لأخشن في ذات الله من أن يشكى .

من كنت مولاه فعلي مولاه .

من آذى عليا فقد آذاني .

اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .

من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله .

ما دعوت لنفسي بشيء الا دعوت لك بمثله .

وما دعوت بشيء الا استجيبت لي الا انه قيل لي لا نبي بعدي .

أنت تُبين لامتي ما اختلفوا فيه بعدي .

هذا أخي في الدنيا والآخرة .

أنت اخي ترثني وأرثك .

من اطاع عليا فقد اطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني .

الله أدر الحق معه حيث دار .

علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .

من فارقك يا علي فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله .

فاختار الله رجلين احدهما ابوك والآخر بعلك .

أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب .

والويل لمن أبغضك بعدي .

أنه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغرالمحجّلين .

يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار .


19


اللهم اكفه اذى الحر والبرد .

لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود افضل من اعمال امتي الى يوم
القيامة .

امرني بحب اربعة وأخبرني انه يحبهم .

لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن .

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي .

ان عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي .

وهو وليكم بعدي .

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي .

أنت يا علي صفيي وأميني .

لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي .

من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول
علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى .

لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذوالفقار .

ليبعثن الله عليكم رجلا يضرب رقابكم على الدين قد امتحن .

هذا فاروق هذه الأمة وهذا الصديق الأكبر ويعسوب المؤمنين .

النظر إلى وجه عليّ عبادة .

إن عليا أقرب الناس برسول الله « ص » .

ادفع هذه الأترجة الى ابن عمك ووصيك علي .

أنا دار الحكمة وعلي بابها .

أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب .

ان الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك .

إن الأمة ستغدر بك بعدي .

هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره


* * *



20

هذه الأحاديث خلاثة ما قيل في آل النبي الأكرم وفي الامام علي بن أبي طالب ،
الصادرة عن رسول الله « ص » طول حياته ، بمسمع من المسلمين ومرأى منهم ،
وقد روتها صحاح كتب الحديث لأهل السنة والجماعة .

نعم ! هذه الكلمات الإلهية نطق بها لسان الوحي وصدرت عن سيد المرسلين ورسول
رب العالمين ، وما ينطق عن الهوى أن هو الإ وحي يوحى ، فعرّف للمسلمين ابن
عمه اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، وأشار في مقامات مختلفة وفي موارد
مقتضية الى خلافته ووصايته وعلمه وحكمته وولايته وقربه وطهراته ، ولزوم
طاعته وحبه ونصرته وكونه مع الحق ومع القرآن ومع الله ومع الرسول ، والى
أنه الصديق الأكبر والفاروق و الولي والمختار من الله وسيد العرب وإمام
المتقين واحب الخلق عند الله وأول من أسلم وأول من شرى نفسه وصاحب اللواء
وأخو رسول الله « ص » وبمنزلة هارون من موسى .

إن رسول الله « ص » قد عرف للمسلمين مقام علي بن أبي طالب « ع » في موارد
كثيرة ، وذكر فضائله ومناقبه في طول حياته ، وصرح بوصايته وولايته وخلافته
بعبارات صريحة واشارات لطيفة وكنايات حسنة ، لا يرتاب فيها طالب الحقيقة ،
ومن جاهد فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .




« تقديم علي بن أبي طالب « ع » »




ان رسول الله « ص » قدم اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب « ع » على جميع
الصحابة وحتى على أبي بكر وعمر وعثمان في موارد كثيرة وأعلم الناس بفضله
وتقدمه واولويته وقربه .

منها ـ في الدعوة لأكل الطير معه ، ومنها ـ في
توليته في فتح خيبر ، ومنها ـ في اداء البراءة ، ومنها ـ في غدير خم ،
ومنها ـ في المؤاخاة لنفسه ، ومنها ـ في غزوة الخندق ، وفي موارد اخر ، كما
ان رسول الله « ص » قدم اسامة على رؤوس المهاجرين والأنصار وأمّره عليهم ،
وقال في جواب اعتراضهم : ان طعنتم في امارته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
من قبل ، وأيم الله ان كان لخليقا للامارة ،


21

وان ان أحب الناس إلي .

إن الناس لم يتمكنوا من الطعن في علي « ع » زمان حياة رسول الله « ص » لشدة
قربه منه ولعظمة مقامه عنده وكونه أحب الناس اليه وانه اخوه وابن عمه
وصهره بل وكنفسه ، كما في الآية الكريمة ـ قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم
وأنفسنا وأنفسكم ، وقوله « ص » ـ ان عليا مني وأنا منه ، وأنا وأنت من شجرة
واحدة ، ما دعوت لنفسي بشيء الا دعوت لك بمثله . وقال « ص » لا تشكوا عليا
فإنه لأخشن في ذات الله من أن يشكى ، ومن عصى عليا فقد عصاني ، ومن آذى
عليا فقد آذاني ، وما يقرب منها .

ثم اذا ارتحل رسول الله ( ص ) فعلوا ما فعلوا وقالوا ما قالوا وطعنوا ما
طعنوا ، آذوا عترة رسول الله ، وخالفوا اهل البيت ، بل عادوهم وأبغضوهم
وفارقوهم ، ودعوهم الى البيعة والطاعة والخضوع ، وأخذوا ما في ايديهم ،
وأمالوا الناس عنهم ، حتى قال بعضهم : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن الى
البيعة . وقال سلمان : كرداد ونا كردادأي : عملتم وما عملتم ، لو بايعوا
عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم .

في مسند أحمد : قال رسول الله « ص » : ليردن عليّ
الحوض اقوام فاذا رأيتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ ! اصحابي ! اصحابي !
فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك (1) .

والعجب من هؤلاء الرجال كيف نسوا في مدة قليلة ما قال رسول الله « ص » :
انما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ، وان الله يغضب لغضب فاطمة ،
ويؤذيني ما آذاها ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله ، واذا دخلت عليه قام
اليها واخذ بيدها وقبّلها ، واجلسها في مجلسه ، أنا الشجرة وفاطمة فرعها ،
وروايات آخر .

فهؤلاء أحدثوا ، وأبدعوا ما أبدعوا ، وظهرت الفتن ، واستترت


1 ـ مسند أحمد ، ج 5 ص 400 وقريبا منها ص 393 .


22

الحقائق ، وانكسفت شموس المعرفة ، وشاعت الآراء والأهواء المختلفة ، الى أن
قال علي « ع » : اما والله لقد تقمّصها فلان وأنه ليعلم أن محلي منها محل
القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى اليّ الطير ، فسدلت دونها ثوبا
وطويب عنها كشحا ، وطفقت ارتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية
عمياء (1) .

اللهم إنا خرجنا نشكوا اليك فقد نبيّنا ، وتظاهر الزمان علينا ، وكثرة
توارد الفتن علينا ، وشدة المحن المستصعبة .




« الولاية تكوينية لا تشريعية »




ومن عقائدهم الواهية السخيفة أن النبي والامام ليسا بممتازين عن سائر الناس
، ولا فرق بينهما وبين أفراد اخر الا بتعلق تكليف به من الله ينصبه علما
لرسالته وتبليغ احكامه ، أو بتصويب الناس واختيارهم وانتخابهم من يشاؤون
ولو لم يكن أعلم الامة وأفضلها واتقاها ، وهم في هذا القول شركاء الكفار ،
حيث قالوا ـ فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا الا بشر مثلكم يريد أن
يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة .

نعم لهم أعين لا يُبصرون بها الحقائق والآيات الإلهية ، ولهم آذان لا
يسمعون بها الأصوات الغيبية والدعوات الربانية ، ولا يرون الا ظواهر هذا
العالم ، ولا يقبلون كرامة ولا فضيلة ومقاما الا بما يشاهدون بنظرهم المادي
المحدود ، ثم يسوّون بين افراد الناس ، ولا يختارون من اصطفاه الله
واختاره .

أخبار اصبهان : عن أبي هريرة قال : سمعت النبي « ص
» يقول : اذا خلق الله خلقا للخلافة مسح بيمينه على ناصيته (2)
.

أقول : الناصية عنوان الوجه ، وفيها يظهر اثر النور
والظلمة والتوجه الى الله تعالى . ومن مسحت ناصيته بيد الله تعالى فهو على
نور من ربه . وهذا في مقابل



1 ـ نهج البلاغة خطبة 4 .
2 ـ أخبار اصبهان ج 1 ص 130 .


23

من أخذت ناصيته ، كما قال تعالى : يُعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي
والأقدام .

وقد قال الله تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتيهم من فضله فقد آتينا آل
ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما . وقال تعالى ـ ان الله اصطفى
آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل مران على العالمين . وقال تعالى ـ يا مريم ان
الله اصطفيك ، وطهرك ، واصطفيك على نساء العالمين . وقال تعالى ـ ان الله
اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء .

وانهم لم يفهموا أن التكليف والتشريع تابع للتكوين ، ولا يكلف الله نفسا
الا وسعها ، ولا يُكلف الله نفسا الا ما آتاها ، ولا تُكلف نفس الا وسعها .
فكما ان الحيوان ليس له وسع التكاليف الانسانية ؛ فالانسان العادي ليس له
وسع الوحي والالهام والتكليم ، ولا يمكن تعلق التكليف والتشريع الا بعد أن
آتى الله ما به يتحقق الاستعداد والتحمل والوسع ، وكما ان الاستعداد من جهة
الصفات النفسانية والأخلاق باطنية مختلفة شدة وضعفا كذلك مراتب النفوس
ودرجاتها متفاوتة . بل الصفات والأخلاق النفسانية والقوى الباطنية كلها من
اطوار النفس ، والنفس في وحدتها كل القوى .

وهذا امر ثابت في الفلسفة الالهية ، بل أمر مسلّم محسوس مقطوع لمن تدبر
ونظر ثم نظر وتدبر ، ولا ينكره الا من حُرم من البصيرة ، وأبعده الله عن
الحقيقة ، وليس له من الروحانية نصيب ، وفي أبصارهم غشاوة .



« الامام من هو ؟ »




إن النبي : هو المبعوث من الله تعالى بالوحي والالهام ، لأداء الأحكام
وتشريع الدين وبيان الحقائق وتنظيم القوانين والاداب في الشؤون المختلفة .
والامام : هو المحيط بتلك الأحكام العالم بتلك الحقائق والعارف بتلك الآداب
والقوانين علما من لدن حكيم خبير ، لا بالعلم التحصيلي وبالطرق المتداولة
المعمولة بين الناس . فالنبي هو المؤسس والشارع ، والامام هو وارثه
وخليفته


24

وولي امره وحافظ دينه وشارح معارفه واحكامه وآدابه .

وكما أن علوم النبي ومعارفه حضورية ومن الله كذلك علوم الامام ومقاماته
الروحانية ليس باكتسابية بل من الله تعالى ، ولذا ترى احاطتهم بالعلوم
والمعارف الحقة وعلمهم بالأحكام والآداب الاسلامية ، من دون الدرس
والتحصيل والبحث والتتلمذ والتجربة ، ومن أول أوان الامامة الى آخرها بل
وقبلها ، وفي زمان الصباء والشباب وبعدها ، ومن دون أن يقولوا خلافا ،
ويرتكبوا سهوا وخطاء ، أو يخالف قولهم أحكام النبي ، أو يخالف حكم واحد
منهم واحدا آخر ، ومن دون أن يحتاجوا الى الفكر والتدبر والتأمل .

وهذا من المحالات في سائر افراد الناس ، وان بلغوا في تحصيل العلم ما بلغوا
، فإن الانسان محل السهو والنسيان ، وليس كل مجتهد مصيب ، وكل عالم ما
جهله أكثر مما علمه ، وكفى المرء نبلا أن تُعد معايبه .

قال اميرالمؤمنين « ع » : منها يعني آل النبي عليه الصلاة والسلام :
موضع سره ، ولجأ امره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال
دينه ، بهم اقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه ... لا يقاس بآل محمد
صلى الله عليه وآله من هذه الامة احد ، ولا يُسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه
ابدا ، هم اسا الدين وعماد اليقين ، اليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي
، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن اذ رجع الحق الى
اهله ، ونقل الى منتقله (1) .

فاذا كان في الامة بعد ارتحال الرسول « ص » من هذه صفتهم : فكيف يعقل أن
يتوجه الى آخرين ، وكيف يجوّز العقل أن يختار الناس لها من يشاؤون ، وكيف
يرضى الله تعالى ورسوله أن يتقدم من هو متأخر ، وأن يُنصب للاصلاح والتعليم
والتربية وحفظ المعارف من يحتاج الى اصلاح امره وتربية نفسه وتحصيل العلوم
والمعارف ، وكيف يكلف الناس من جهة الشرع أو العقل أن يطيعوا ويتبعوا ممن
هو في مرتبتهم ، بل وفيهم من هو أحق وأفضل ، بل وفيهم من


1 ـ نهج البلاغة خطبة 2 .


25

لهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة .



« شكوى اميرالمؤمنين علي « ع » »




يقول علي « ع » في النهج حتى اذا قبض الله رسوله صلى الله عليه وآله ، رجع
قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم
، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في
غير موضعه ، معادن كل خطيئة (1) .

وفي مستدرك الحاكم عن علي « ع » قال : ان مما عهد الي النبي « ص » ان الإمة
ستغدر بي بعده (2) .

ويروي ايضا عن ابن عباس قال ، قال النبي « ص » : اما انك ستلقى بعدي جهدا !
قال : ي سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك .

وعن علي « ع » قال : قال لي رسول الله « ص » : ان الامة ستغدر بك بعدي وأنت
تعيش على ملتي وتقتل على سنتي من أحبك أحبني ومن أبغضك ابغضني ، وان هذه
ستُخضب من هذا يعنى لحيته من رأسه (3) .

اقول : راجع في تحقيق غدر الامة مبحث وصية رسول
الله « ص » وفتنة السقيفة من هذا الكتاب ، ثم الى مباحث اخر ، حتى تعلم ما
صنعوا بعد نبيهم ، بل غدرهم في آخر ساعات من حياته ، ومخالفتهم وصية رسول
الله « ص » .

ويشير علي « ع » الى خلاصة غدرهم ونتيجة صنيعهم في حقه :

في تاريخ الطبري : عن علي « ع » : أن النبي « ص »
قبض وما أرى أحد أحق بهذا الأمر منّي ، فبايع الناس أبا بكر فبايعت كما
بايعوا ، ثم أن ابا بكر هلك وما أرى أحدا أحق بهذا الأمر منّي فبايع الناس
عمر بن الخطاب فبايعت كما بايعوا ، ثم ان عمر هلك وما ارى احدا احق بهذا
الأمر مني فجعلني سهما من


1 ـ نهج البلاغة 150 .
2 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 140 .
3 ـ نفس المصدر ص 142 .


26

ستة أسهم فبايع الناس عثمان فبايعت كما بايعوا ، ثم سار الناس الى عثمان
فقتلوه ثم أتوني فبايعوني طائعين غير مكرهين ، فانا مُقاتل من خالفني بمن
اتبعني ، حتى يحكم الله بيني وبينهم (1) .

اقول : الولاية الحقيقية بجعل الله تعالى واعطائه ،
وهي مرتبة تكوينيّة روحانية ومقام معلوم لا يزيد باقبال الناس وتوجههم ،
ولا ينقص بادبارهم واعراضهم . كما ورد بأن الامام كالكعبة يؤتى ولا يأتي .
وأما الإمارة والخلافة الظاهرية فهي تتحصل باقبال الناس وتوجههم واعتبارهم ،
وتنتقي بأدبارهم ومخالفتهم فإن اساس هذه الخلافة تحقق السلطنة الظاهرية
والنفوذ والحكومة والغلبة للحاكم ، بأي وسيلة كان وبأي طريق وقع حق أو باطل
. ولكل من هاتين الخلافتين آثار واحكام شرعية وعقلية وعرفية ، ولا ربط
باحديهما الى الاخرى .

ثم ان الأحق بالولاية الظاهرية من كانت له ولاية حقيقية باطنية ، فإنه أولى
لاجراء الأحكام والقوانين الدينية ، وهو أعلم باصلاح امور الناس دنيوية
وأخروية ، وانه مأمون عن الانحراف والضلال والاضلال ، وهو احرى بالاتباع
والاهتداء ، وهذا معنى قوله « ع » : وما أرى احدا أحق بهذا الأمر مني .

ولما
كان الامام له أن يفسرا الحقائق ويبيّن الأحكام ويحفظ معارف الدين ويدفع
الشكوك والشبهات فليس من وظائفه أن يأتي الناس ويدعوهم اليه ويبلّغ الأحكام
ويجاهد في التبليغ والدعوة . بل لهم ان يأتوا الامام ، ويستفيدوا من محضره
، ويهتدوا بهديه ، ويستنيروا بنوره ، ويستكملوا بتعاليمه وتربيته .

ومن الأسف : ان اكثر الناس عن طريق السعادة لناكبون
، وعن صراط الحقيقة لمعرضون ، وعن الله وعن رسوله وعن اوليائه لمعتزلون ،
يريدون متاعا من الحياة الدنيا وهو عن الآخرة غافلون .

وما أقبح ما صنعوا حيث خالفوا أهل بيت رسول الله « ص » وأعرضوا عن طريقة
أئمة الهدى ، الذين قال فيهم الرسول : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله


1 ـ تاريخ الطبري ج 5 ص 171 .


27

وعترتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا . بل ولم يقنعوا ولم يكتفوا بتركهم
والاعراض عنهم ، وشرعوا بالتهمة والسب والشتم . وكادوا يظنون ان هذا
المنكر من المعروف ، وانهم يتقربون بها الى الله تعالى ، فانظر ماذا يقول
الامام علي بن الحسين « ع » في ديدنهم .

في الطبقات قال منهال : دخلت على علي بن الحسين
فقلت : كيف اصبحت اصلحك الله ؟ فقال : ما كنت أرى شيخا من اهل المصر مثلك
لا يدري كيف اصبحنا فأما اذ لم تدر فاخبرك : اصبحنا في قومنا بمنزلة بني
اسرائيل في آل فرعون إذ كانوا يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم ، وأصبح
شيخنا وسيدنا يُتقربُ الى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر ! واصبحت قريش
تعد ان لها الفضل على العرب ! لأن محمدا « ص » منها ، لا يعد لها فضل الا
به ، واصبحت العرب مقره لهم بذلك ، واصبحت العرب تعد ان لها الفضل على
العجم لأن محمدا « ص » منها لا يعد لها فضل الا به ، واصبحت العجم مقره لهم
بذلك ، فلئن كانت العرب صدقت ان لها الفضل على العجم وصدقت قريش ان لها
الفضل على العرب لأن محمدا « ص » منها : إن لنا أهل البيت الفضل على قريش
لأن محمدا « ص » منا ، فاصبحوا يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا ، فهكذا
اصبحنا اذ لم تعلم كيف اصبحنا (1) .



« من هم اهل البيت ؟ »




أهل الرجل واهل بيته خواصه ، والخواص تختلف مصداقا باختلاف الموارد
والأفراد والحالات .

فأهل النبي من خاصة أهله الذين لهم اختصاص بالنبي من جهة الايمان
والروحانية والمعرفة .

وأهل النبي بعد ارتحاله هم الذين يختصون به في زمان حياته وبعد رحلته


1 ـ الطبقان ج 5 ص 219 .


28

ولا ينقطع اختصاصهم بالموت .

فاهل بيت كل رجل خواصه بحسب حاله ومقامه .

وقد يكون الولد خارجا عن الأهل اذا انقطع الاختصاص وانتفى الارتباط ، كما
قال الله تعالى : انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح .

فاللازم في مفهوم الأهل هو قيد الاختصاص ، واطلاقه على الزوجة والأولاد ،
من جهة اختصاصهم بالرجل ، واذا فقد الاختصاص انتفت الأهلية .

ويقال اهل القرية ، أهل المدينة ، أهل الكتاب ، أهل الله ، أهل المعرفة ،
أهل العلم ، أهل البيت ، أهل التقوى ، أهل الذكر .

ولما كان هذا المفهوم عنوانا كليا غير متعين فقد عرّف رسول الله « ص » اهل
بيته وعيّن الخواص من عموم اهله وصرّح بأسمائهم واشخاصهم في الأحاديث
الآتية ، ثم وصى بهم وذكر مقاماتهم .



« أهل البيت وآل محمد »




مسند أحمد
: عن ام سلمة قالت : بينما رسول الله « ص » في بيتي يوما اذ قالت الخادم :
ان عليا وفاطمة بالسدة ، فقال لي قومي فتنحّي لي عن اهل بيتي قال فقمت
فتنحيّت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة معهما الحسن والحسين وهما صبيان
صغيران ، فاخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا باحدى يديه
وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فاغدف عليهم خميصة سواداء ، فقال
اللهم اليك لا الى النار انا وأهل بيتي قالت : فقلت وانا يا رسول الله
فقال : وأنت (1) .

وعن ام سلمة : ان رسول الله « ص » قال لفاطمة ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت
بهم ، فالقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم ان هؤلاء آل
محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد انك حميد


1 ـ مسند أحمد ج 6 ص 296 .


29

مجيد ، قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال انك الى خير .

اقول : كلمة وأنت في الحديث الأول تصديق بكونها الى
الله لا الى النار ، لا في كونها من اهل البيت ، ويؤيّد هذا المعنى قوله «
ص » في الحديث الثاني ـ إنك الى خير ـ حيث استدعت أن تكون معهم وتدخل في
الكساء .




« اهل البيت والثقلين »




في صحيح مسلم : باسناده عن زيد بن أرقم قال يا ابن
اخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله « ص
» فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول الله « ص »
فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ
وذكر ، ثم قال اما بعد : ألا ايها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول
ربي فاجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين اولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور ،
فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال :
واهل بيتي ، اذكّركم الله في اهل بيتي اذكّركم الله في اهل بيتي اذكّركم
الله في اهل بيتي ، فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من اهل
بيته ؟ قال : نساؤه من اهل بيته ، ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده قال :
ومن هم ؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس (2) .

اقول : نقل في حاشية الكتاب ، قال القاضي : يعني أن
نساءه من أهل مسكنه ولسن المراد ، وإنما اهل بيته واهله وعصبته ـ انتهى .

وفي
تعميم الكلمة حتى تشمل آل عقيل وآل جعفر وآل عباس نظر لا يخفى على البصير ،
وهو تفسير بالرأي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://einjoy.yoo7.com
 
أهل البيت وآل محمد «ص»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» Arrow حصريا نجم الكوميديا الأول محمد سعد في فيلمه الجديد اللمبي 8 جيجا تصوير كام جيد وصوت واضح . على اكثر من سيرفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انــــجــــــــــــــــــــــــــوى ::  :: التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: